السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل هناك حياة بعد الموت
طبعا" عزيزي القارىء هذا السؤال يعتبر من أهم الأسئلة التي تلهب عقل الانسان منذ تكوّنه على هذه الكرة الأرضية حتى الآن,
و لكي تكون الاجابة شاملة و دقيقة يجب التطرّق الى عدة مواضيع و هي مرتبطة بعضها ببعض:
أولا" :
فكرة الروح: التي تعتقد بها جميع الأديان تقريبا" و هي مع احترامي لتلك الأديان وجودها منافيا" للمنطق عموما" و للعلم خصوصا" فليس هناك أي اثبات علمي على وجودها ( و أعتقد أنّه لن يكون هناك اثبات ) .
ثانيا" :
الخوف: انّ فكرة الحياة بعد الموت بدأت تتكوّن في عقل الانسان منذ بدء البشريّة, و قد تولدت عنده تلك الفكرة نتيجة خوفه من عدم الوجود أي أنّه لم يستطع تقبّل فكرة أنّه سيفقد شعوره بالوجود بعد مماته, لذا حاول جاهدا" أن يقنع نفسه بأنّ هناك حياة بعد الموت لكي يزيل هذا الشعور بالخوف, و من هنا بدأ الدّين بالتكوّن.
ثالثا" :
استمراريّة الدين: انّ فكرة الدين نشأت في معظم السلالات البشريّة حتى يومنا هذا على أساس واحد و هو أنّ الانسان المؤمن سيصلي و سيصوم و سيتعبّد لالهه فقط في حال كانت تلك الفكرة ( أي الحياة بعد الموت ) موجودة, لأنّه اذا ألغى الدّين فكرة الحياة بعد الموت سيجد المؤمن أنّ صلاته و صومه و تعبّده هم دون منفعة
( و هذه هي الحقيقة أصلا" ) لأنّه لا يقوم بتلك الأشياء فعليا" الا لأنّه يتوقّع أن يحصل في النهاية على تلك الحياة المنتظرة بعد مماته.لذا, اذا انتفى عنصر الحياة بعد الموت الذي تدّعيه الأديان يصبح الدّين في حدّ ذاته لاغيا".
الحياة بعد الموت . الا تؤمن بها
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً (48) وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)
ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (98) أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً (99)