-------
وَصَمَتُّ صَمتاً لاشبيه لِمِثلهِ
.................. إلا كَصَمْتِ مُجَاوِرَ الأمواتِ
وغَدَوتُ في صَمتِي كَأَنِي لَمْ أكُنْ
................... ذَاكَ الذي تَخْتَالُ بي أبياتي
حتى أتَتْ مَنْ كانَ شِعْرِي نَحْوَهَا
................... في رِقةٍ يَنْسَابُ كالنسَمَاتِ
قالتْ تُعَاتبني وقد ضَاقتْ بِمَنْ
............... في شِعرِهِم لججٌ مِنَ الهفَوَاتِ
ياخانق العبرات لَسْتَ كَمِثلِهم
.................. ياخانق العبرات أنتَ حياتي
ياخانق العبرات رِقَّ لِعبرَتي
................. رِفْقَاً بِقَلبي . هلْ تَرُومُ مَمَاتي ؟
ياخانق العبرات كيفَ نسيتني
.................... وتركتني لِلْعَاذِلينَ عُدَاتي ؟
أوَلمْ أكن يوماً وقد أبصرتني
................. في ناظريكَ كَأجمل الزهراتِ ؟
أولم تَكَنْ قَدْ قُلْتَ أَنِي وردة
................... فَوَاحة مِنْ أجْمَلِ الورداتِ ؟
أولمْ يَحِنْ مِنكَ الأوان لكي أرى
................... أَلَقَ القصيد يُبَدِدَ الظلماتِ ؟
ماذا دَهَاكَ قَطَعتَ حَبْلَ وِصِالنا
................... وتركتني لِلْبؤسِ والأهاتِ ؟
إني أتيتكَ والدروب يلفها
................ شَرَكٌ مِنَ الكبوات والعثراتِ
وخشيتُ أن أَلْقَى فؤادكَ لمْ يَعُدْ
............... يَصْبو إلى التطريب والنَغَمَاتِ
كانَ السكونُ على فؤادي جاثماً
.................. ومُخَيِّمَاً قدْ سَادَ كُلَ جِهَاتِي
حتى تَسَلَلَ لَحْنَ شَجْوِكَ خَافِقَي
................. فَتَسَارَعَتْ شَوْقاً له نَبَضَاَتي
فأعَدْتَ لي أملاً خَشِيتُ ضَيَاعَه
................. وأزحْتَ عني هَاطِلَ العَبَرَاتِ
فَأجَبْتُهَا : بَلْ أَنتِ سيدتي التي
................. أَحْيَا قُدُومكِ إذْ ثَوَيْتُ رُفَاتِي