نعيش في عصر تتزاحم فيه الافكار وتتصارع الشعوب في ظل فضاءات مفتوحة تبث من خلالها برامج الفضائيات والابحار عبر شبكة الانترنت ،


وقد اصبحت الموجه الأول لأطفالنا لما تقدمه من مسلسلات اجنبية وبرامج مستوردة.. ومضامين متباينة. ولا يمكن هنا ان ننكر دور التكنولوجيا والفضائيات في تطوير معارف الاطفال وتعليمهم وتوسيع مداركهم كما لا يمكن ان ننسى ايضاً التأثير السلبي لهذه التكنولوجيا في اكساب الاطفال سلوكيات ضارة وقيما وافكارا بعيدة عن مجتمعنا. فالفضائيات تقدم معلومات جاهزة ومحددة في اطار معين والتي لا تساعد على تنمية روح الخيال والابتكار لدى الصغار. وتؤكد العديد من البحوث والدراسات وبالأخص تلك التي تعدها اليونسكو على ان التلفزات العربية تستورد من الدول الاجنبية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما بين 40 و60% من مجموع البرامج التي تروج ضمن التلفاز..


حول التكنولوجيا والفضائيات وتأثيرها على الطفل أبحرنا اليوم في هذا التحقيق..


يقول سالم الغامدي (موظف) : اقبال الاطفال على مشاهدة التلفزيون في الوقت الحالي أقل مقارنة بالسابق، وبرزت حالياً تكنولوجيا جديدة وهي الانترنت بجانب ظهور أفلام سينمائية خيالية غاية في الروعة وتتميز باستخدام المؤثرات الصوتية والضوئية للتأثير وتحقيق المتعة لدى الاطفال واطفال اليوم يقبلون على الانترنت والافلام السينمائية مقارنة بالتلفزيون واتصور ان برامج التلفزيون الموجهة للأطفال تلك فيها جرعات العنف وبرزت معايير جديدة كالصراع بين الخير والشر وانتصار الخير على الشر.. وتعزيز معايير جديدة بعيدة كل البعد عن العنف والقتال والحرب.. لأن هذا العنف يدمر عقل الطفل.. ولكن هنالك محطات فضائية تبث برامج مخصصة للأطفال تحمل في طياتها مضامين غير مناسبة لعقل الطفل مثل قصص الحب والغرام وبعض اللقطات الخلاعية التي تسهم في تدمير سلوكيات واخلاقيات الطفل العربي.. ولا يمكن منع بث مثل هذه الافلام الكرتونية ولكن كآباء نستطيع منع أبنائنا من مشاهدة هذه البرامج غير اللائقة.


بدرية احمد (موظفة) ترى ان التلفزيون او الانترنت من اهم وسائل الاعلام التكنولوجية واخطرها في الوقت الحالي على أطفالنا وتتميز هذه الوسائل بقدرتها الفائقة على جذب الكبار قبل الصغار بما تحويه هذه التقنية من صوت وصورة ودقة في الاداء عند العرض وطبعاً لكل انواع التكنولوجيا سلبياتها وايجابياتها وتكمن خطورة هذه التكنولوجيا فيما تعرضه من مضامين ورسائل لعقول الاطفال.. فمنها الصالح والطالح ونلاحظ ان التلفاز يحاول جذب الصغار الى عالم الرسوم المتحركة وهذه الرسوم تخلق عوالم مثيرة صاخبة من مخلوقات وحركات غير منطقية تتحدى كل قوانين الحركة والزمن والحياة.. ومعظم هذه الرسوم تكون مستوردة من الدول الأجنبية، والطفل مخلوق بريء يقتبس كل ما يشاهده بعفوية من قيم وعادات ومضامين فهذه الفضائيات تقدم برامج الرسوم المتحركة لكل اطفال العالم وفق منظورها الخاص ولا يمكن للطفل العربي ان يتقبل كل ما يشاهده على الفضائيات فلكل مجتمع عاداته وتقاليده يتربى وسطها الاطفال ومن الصعب تغيير هذه القيم بعرض رسائل معينة في برنامج الرسوم المتحركة في الفضائيات.


اهتمام الاسرة دكتور جواد مطوق باحث اكاديمي ومعد برامج يقول: التطورات التكنولوجية دخلت في جميع نواحي حياتنا وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا فلا يمكن ان نتصور كيف يمكن ان نعيش بدون الاستخدامات الحديثة للتكنولوجيا.


فهي في البيت وفي المكتب وفي الشارع إذن فهي ملازمة لنا في كل خطوة نخطوها.. لقد أصبحنا جميعا نتعامل مع التكنولوجيا بشكل مستمر وكثيف.. بدأنا نستخدم الكمبيوتر والانترنت والفضائيات والتلفون الجوال.. والتكنولوجيا الرقمية الحديثة التي بدأت تفرض وجودها علينا بطبيعة الحال بدأنا نحصل على الفوائد من التكنولوجيا الحديثة.. الكمبيوتر والانترنت من الوسائل التي غزت حياتنا واصبحنا نتعامل معها بشكل طبيعي.. الاطفال والصغار سنا بطبيعة الحال هم كذلك ليس ببعيد عن الاستخدامات الحديثة والمتعددة لهذه الاجهزة فهي دخلت عالم وخيال الاطفال وبدأت تؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل لما تحويه من وسائل تسلية ولهو وثقافة وأدوات متعة.. فهي تخدم الطفل وتساهم في رفع مستواه الثقافي والعلمي وادراكه للأمور.. لكن المشكلة تبدأ من عدم توجيه وتوعية الطفل بشكل صحيح.. ويؤدي بدون شك الى الاستخدام السيئ للتكنولوجيا وفي النهاية يؤثر على شخصية وسلوك الطفل وربما تصبح التكنولوجيا هذه اداة ضارة على عكس ما هو مطلوب منها.


ويؤكد ان غياب الوعي الاسري والرقابة المطلوبة من قبل الاسرة تجعل عملية السيطرة على الطفل صعبة جدا.. وان ترك الطفل للمربية الاجنبية وللخادمة في رعايته وتوجيهه ووجود الكثير من مقاهي الانترنت التي يمكن ان يدخلها الطفل وبعض الصغار سنا.. وغياب الرقابة الصارمة من أخطر الامور التي بدأت تترك بصماتها واضحة على العائلات والاسر.. وبدأنا نسمع الكثير من التجاوزات والانحرافات والاخبار السيئة التي بدأت تقلق علماء المجتمع والنفس على حد سواء.. لما لهذه الظاهرة من انعكاسات سيئة على المجتمع ومستقبل الاجيال القادمة.. نقطة اخرى يجب الاشارة اليها وهي مسألة انتشار الفضائيات وغياب البرامج الموجهة للطفل خصوصا في الفضائيات العربية.. واقتصار عرضها لبرامج الاطفال المعدة والمهيأة خصيصا لمجتمعات غير مجتمعاتنا والى اطفال غير اطفالنا لما يحويه بعضها من مواضيع فيها الكثير من الاساءة الى عاداتنا وتقاليدنا العربية والاسلامية والى قيمنا الاصيلة.. وانه ترك الطفل على هواه بدون توجيه ورعاية من قبل الاسرة وغياب البديل من البرامج الاعلامية الهادفة والتي تخاطب عالم وعقل ووجدان الطفل العربي مما يساعد بدون شك على ان تكون التكنولوجيا الحديثة هذه نقمة وليست نعمة لاطفالنا.. ان الاهتمام من قبل الاسرة والمجتمع والاجهزة الاعلامية على اختلاف انواعها ووسائلها بالطفل وبعالم الطفل يساعد بدون شك على ان تكون التكنولوجيا الحديثة اداة يمكن ان تكون في مصلحة وفائدة اطفالنا الذين هم بدون شك مستقبل الأمة..


حكايات الجيران الدكتور علي قاسم الشعيبي مدير ادارة الاتصال الجماهيري بشرطة دبي يقول: تشير الدراسات الى ان الطفل في العالم المتقدم يتعرض لأكثر من 35 الف مشهد عنف منقولة عبر شاشات التلفزيون حتى وصوله الحادية عشرة وهذه المشاهد هي عبارة عن محفزات سيكولوجية تؤثر بشكل مباشر على شخصيته.. لقد انقضى ذلك العهد الذي يتحلق فيه الاطفال حول الراوي او الجدة لسماع القصص الخرافية عن الجنية او عن الملاك الطاهر فقد سلبت وسائل الاتصال الحديثة متعة الاستماع للجدة وحولتها لمجموعة من خطوط ورسوم والوان في شكل سلسلة من رسوم متحركة بها قيم وتوجهات وتأثيرات نفسية، وعند مناقشة ارتباط طفل اليوم بوسائل الاعلام وخاصة التلفزيون والانترنت فاننا نتحدث هنا عن وسائل ذلك التأثير الكبير والذي يؤثر في صياغة رسم ملامح طفل المستقبل.. والامر كله لا يدخل في الجانب السلبي ولكن لهذه النوافذ المشرعة من المعلومات والافكار وعوالم الخيال جانبها الايجابي الكبير فقد دلت الدراسات على ان مشاهدة الطفل العربي للرسوم المدبلجة زاد كثيرا من حصيلته اللغوية وكذلك معرفته بعوالم الحيوان والطير والغابات.


ويواصل لقد كنا ونحن اطفال نسمع عن الفيل ونعيش وداخلنا تصورات عن هذا الفيل.. حجما وشكلا ولونا، لكن طفل اليوم يمكنه عبر الشاشة او شبكة المعلومات ان يتعرف على الفيل عن قرب وربما يعرف ادق اسرار تطوره ونشوئه.. فعالم اليوم هو عالم الابحار نحو المعلومات ووصولها بيسر لعقل ووجدان المتلقي.. ان هذا الزخم من المعلومات يفتح آفاقا كبيرة لطفل المستقبل ليتعرف على الحضارة والثقافة الانسانية.. ومن ثم خلق جسور للتواصل فليست التقنية الخاصة بنقل المعلومات سلبية في كل جوانبها.. لكن يبقى السؤال في كيفية استثمار هذه التقنية وصولا لتزويد الطفل بالمعلومات النافعة والمفيدة.. فيما يمكن ان يشكل تراكما معرفيا وقيما اخلاقية تكون الزاد المحرك للطفل في المستقبل.


تواصل مثير الدكتور سعد ابو الرضا استاذ بكلية اللغة العربية جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية يقول: ما أكثر المتغيرات في عالم لا تتوقف تطوراته بحيث اصبح الفكر والانسان خاضعين لعالم كبير متباين الاتجاهات، يموج بالمستجدات في كل لحظة لكنه برغم ذلك قرية صغيرة اذ حققت له تكنولوجيا الاتصالات والانترنت اليوم ما يجعل هذا العالم الكبير وحدة شاملة وثيقة الاتصال تقدم للكبار والصغار مختلف ألوان الثقافات والفنون. «الغث منها و السمين»..


وبرغم تباين هذه الاتجاهات واتساع تلك الآماد فقد اصبحت مقاهي الانترنت وأنديتها بما تقدمه من فكر وفنون عوالم متنقلة جعلت كثيرين من البشر المهتمين بهذه العوالم لا يتحركون قيد أنملة من أماكنهم وهم يجلسون امام اجهزة الحاسوب يحركون اطراف اناملهم للارسال والاستقبال.


وأصبح ما يحدث في أقاصي العالم بين أيدينا الآن مما يجعل العولمة انذارا دائما للخضوع والاحتواء والهيمنة.. ان لم تدرك الشعوب طريقها وتحرص على اصالتها دون ان تذوب وتفقد خصوصيتها الحضارية والمعرفية الثقافية.. هل نتصور امام هذه المتغيرات ان يظل طفلنا مثل ما كان عليه منذ عدة اجيال؟ ويضيف: مع الكم المعرفي الهائل الذي يقدم من خلال وسائل الاتصال المختلفة وتباينه أجنبياً كان أم عربياً يستطيع الطفل ان يختار ـ خاصة اذا عاونه الآخرون بما يسمح له بحسن التلقي وحسن الاستيعاب وكيفية التواصل مع البيت والمدرسة اما على مستوى أندية الانترنت فيجب ان تزود باخصائيين نفسيين تربويين ليعينوا الاطفال على تكامل خبراتهم وحسن اختياراتهم حتى نتمكن من تنشئة جيل واع، ونحميه من قيم سلبية واختيارات غير مضمونة.


العنف والإجرام وحول هذا يقول الدكتور عصام نصر سليم: ان اهتمام الطفل بأفلام الكرتون يشكل دافعاً لديه لتقبل هذه الافلام بصرف النظر عن الاتجاهات العنيفة والسلوك الاجرامي لشخصيات هذه الرسوم... و قد يستهين البعض بما تقدمه الفضائيات من افلام متحركة للاطفال من مشاهد ترتبط فيها شخصياتها بالسلوك الاجرامي على اعتبار ان الطفل يتعامل مع ما يراه على انه نوع من اللهو والترفيه... لكن العديد من الدراسات قد توصل الى ان بعض الاطفال يعيشون حالة من التوحد والتقمص الوجداني مع الشخصيات التي يفضلونها فلا يستطيعون بسهولة التفرقة بين الخيال والواقع... ومن هنا يقع الطفل فريسة لما يقدم له... ولا يزال هناك اعتقاد لدى عدد كبير من علماء النفس وغيرهم مفاده ان استمرارية مشاهدة الاطفال للأفلام العنيفة التي تستخدم فيها الأسلحة النارية أو أدوات القتل أو الأيدي لابد وان تترك اثراً مختزناً لدى هؤلاء الاطفال وتنمي لديهم بعض المشاعر العدوانية.. وقد يكتسب البعض انماطاً مماثلة للسلوك العدواني... فقد كشف عالم النفس الدكتور «ورتام» ان تعريض عقول الأطفال للعنف والقسوة والسادية والاجرام بشكل مستمر يترك دون شك تأثيره العميق لديهم... مثلما يحدث تماماً في بعض البرامج التلفزيونية الجيدة التي لا شك تترك آثاراً ايجابية في ذاكرتهم... وإذا كان العديد من الباحثين قد اهتم بدراسة علاقة وسائل الاعلام بشكل عام والتلفزيون على وجه الخصوص بالطفل واثر العنف المتلفز على هؤلاء الاطفال الا ان دراسات من هذا النوع لم تلق اهتماما كبيرا في المنطقة العربية.


ويشير الدكتور عصام الى ان شخصية الطفل تتحدد بفضل ما يكتسبه وهي وليدة الثقافة التي يحصدها من بيئته والأطفال من سن السادسة يبدأون في مرحلة الخيال المنطلق متجاوزين الخيال الإبهامي لذا يزيد حب الاطفال للقصص الخيالية ويتشبه الاطفال في هذه المرحلة بالمغامرين الابطال لذا فإنهم ينجذبون الى قصص المغامرات التي يجب ان يراعى فيها ان تمضي حوادثها وفق عامل السببية قدر المستطاع وان تبتعد عن كونها مرتعاً للمقالب والمكائد وسرعان ما يتحول الطفل بعد ذلك الى رحلة تستهويه فيها قصص الشجاعة والمخاطرة والعنف والمغامرة... والتلفزيون على وجه الخصوص يقدم للأطفال عنفاً خيالياً يفوق العنف الحقيقي ويتعدى خبراتهم الواقعية في ممارستهم له... ولأن الطفل كما يراه «بياجيه» لا يكون قادراً على التفكير القائم على التعليل المنطقي... فإنه يواجه صعوبة كبيرة في التفريق بين هذه الاشكال المتعددة من العنف. وهناك نوع آخر من العنف يترك اثره على الطفل سواء بالسلب أو بالإيجاب.


أوقات البث ابراهيم عبيد عضو مجلس ادارة جمعية الاجتماعيين بالشارقة يقول: ان عالمنا المعاصر أتاح للانسان امكانات واسعة ومعارف لم يكن بالامكان الحصول عليها من قبل... فلقد انفتحت امام الطفل عوالم واسعة من خلال التلفزيون وما ينقله من قنوات متعددة البرامج والهوية والتوجيه أو من خلال الانترنت. ففي التلفزيون يستطيع الطفل ان يشاهد القنوات الفضائية العربية والأجنبية ويمكن القول ان الطفل الذي يتعلم اللغة الانجليزية من الصف الأول والطلاب الذين يدرسون في المدارس الانجليزية يستطيعون الاستفادة من تلك القنوات ومن البرامج المفيدة الا ان فيها ما يمكن ان يكون غير ذلك. وإذا اخذنا فارق التوقيت وعرفنا ان بعض القنوات تبث برامج تلفزيونية خاصة للبالغين وانها تبث تلك البرامج بعد الساعة الثانية عشرة ليلا الا ان تلك الساعات قد تكون في وقت آخر لدينا مما يمكن للطفل ان يشاهد تلك البرامج مع كل ما تحمله من مواد لا يجوز اطلاع الطفل عليها... اما الانترنت فإنه عالم واسع مليء بالمعارف والمعلومات المفيدة مثل الموسوعات الأدبية والعلمية وهي عظيمة الفائدة ولكن بالمقابل مليء بالمواد التي قد يكون من المحظور اطلاع الطفل عليها... هذا الأمر يدعونا ان نتعامل مع الطفل بموضوعية... نحن لا نستطيع ان نغلق الابواب امام الطفل فهذا غير ممكن اساساً... نحن لا يمكن ان نفرض العزلة على الطفل لأن الباب الذي يغلق امام الطفل قد يفتح امام احد زملائه ويمكن ان ينقل له ما يشاهده... كما يمكن ان يتبادل معه الاقراص المرنة أو الافلام أو غير ذلك وهذا يعني ان سلاح العزلة فاشل من اساسه وان نقول بعدم تعليم الطفل مثل هذه الانجازات العصرية وحرمانه منها ايضاً فيه إضعاف لمستوى الطفل امام زملائه، وبالتالي فليس أمامنا كمربين وأهالي الا ان نحصن أبناءنا بالقيم وبالأخلاق الحميدة.. ان نبني لهم وبشفافية مطلقة وجهة نظرنا فيما يعرض او يقرأ وان نوضح لهم كيف يتعاملون مع هذه الامور فهم ما زالوا في سن لا تؤهلهم للاحكام الصحيحة مما يمكن ان يوقعهم في الخطأ.. ويؤثر على مستقبلهم. اظن ان توعية الابناء وقضاء أطول وقت معهم الطريق الانجح لأبنائنا حيث سيمكنهم من الاطلاع والافادة من انجازات العصر وسيحميهم من مغبة الانحراف والخطأ.



منقوووووووووووووووووووول

مع محبتى......