مرة كان هناك طبيبُ يدعى الدكتور سامي وكان على مرّ الوقت مشغولا جدا. شهرته لم تأتِ من مهارته الطبيّة وحسب، وإنما من الطريقة الإنسانية التي يتعامل بها مع مرضاه.
جاء اليه يوما أحد مرضاه يحمل سؤالا ويدعيّ بأنه مهمّ للغاية، وتوسل إليه أن يجيبه عليه بكل إخلاص.
قال الدكتور سامي: تفضل وقل سؤالك.
ردّ المريض: أرجوك يادكتور أن تدلني على مكان أستطيع أن أعيش فيه ولا أواجه هناك أية تحديات تنغص علي عيشتي.
فقال الطبيب: تعال إلي غدا، فاليوم أشرف على نهايته وليس بمقدوري أن أجيبك الآن على سؤالك.
رد المريض: هل تعدني بأن تفعل ذلك؟
فقال الطبيب: أعدك وسألتزم بوعدي!
في صبيحة اليوم التالي ركض المريض إلى عيادة الدكتور سامي وكان أول من ولجها، فوجده ينتظره.
توجه الطبيب مع مريضه في سيارته إلى مكان خارج المدينة، وهناك توقف أمام مساحة كبيرة من الأرض تحيط بها جدران عاليه ولها بوابة حديدية.
اندهش المريض عندما أكتشف بأنها مقبرة المدينة!
عزيزي القارئ:
التحديات التي تصادفك تمنح حياتك قيمتها وغايتها، وعندما تواجهها بعقلانية وصبر تزداد خبرتك وتصقل شخصيتك.
التحديات هي وحدها التي تؤكّد لك بأنك مازلت حيا ومازلت تمارس حياتك.
لكن مواجهة تلك التحديات تتطلب مهارات كثيرة، أهمها القدرة على التكيّف والصبر والعمل الدأووب والثقافة التي تحتاجها للتفاعل مع الأشخاص والأحداث التي تصادفك.
لا تغيب التحديات من حياة الإنسان إلا عندما ينزل في مثواه الأخير!
.......