منتديات وادي الذئاب
(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  829894
ادارة المنتدي (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  103798
منتديات وادي الذئاب
(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  829894
ادارة المنتدي (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  103798
منتديات وادي الذئاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اذا لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
          

 

 (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اصلان اقبي
~#ذئب في بداية الطريق#~
~#ذئب في بداية الطريق#~
اصلان اقبي


عدد المساهمات : 5
نقاط التميز : 11
تاريخ التسجيل : 02/11/2010
العمر : 37

(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  Empty
مُساهمةموضوع: (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)    (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  I_icon_minitime10/1/2011, 10:57 am

(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)



التجسيم عند ابن تيمية / القسم الاول
لسماحة السيد كمال الحيدري


المقدمة
اتضح لنا بما لا مجال فيه للريب والشك من أحد أن الشيخ ابن تيمية من المؤسسين الكبار لنظرية إثبات الحد لله سبحانه وتعالى. وأن الله سبحانه وتعالى محدود من جميع الجهات الست. وأن هذه النظرية لم تقف عند الشيخ ابن تيمية وإنما استمرت إلى زماننا الفعلي حيث تبناها مثل الشيخ محمد عبد الوهاب ومشت هذه النظرية عند أتباعه ومقلديه وهم الذين يسمون أنفسهم أتباع محمد بن عبد الوهاب أو الوهابية. وكذلك اتضح لنا في الأبحاث السابقة أن هناك تلازماً عقلياً بين المحدودية وبين المعدودية، يعني أن الشيء إذا كان محدوداً فهو لابد أن يكون معدود، يعني يمكن عده ويمكن حسابه ولذا يشمل بعد، ويعد، نقول هذا واحد هذا اثنين هذا ثلاث ... فإذا ثبت أن وحدة الله سبحانه وتعالى وحدة عددية هذا معناه أن الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية من الوهابية وغيرهم يعتقدون أن الحق تعالى على مستوى الذات وحدته وحدة عددية، يعني كما أن هذا الكتاب واحد وأن هذا القلم واحد وأن هذا الشخص واحد أيضاً وحدة الله أيضاً وحدة من هذا القبيل، يعني الوحدة العددية
سؤال : إذا كانت وحدته عددية، فما هي المشكلة؟
الجواب: هناك مجموعة من الآثار تترتب على ذلك، إذا قبلنا أن الوحدة عددية ستنتج عدة لوازم هي:
اولاً أن وحدته قليلة في مقابل الاثنين والثلاث والأربع ...، لأن الواحد أقل من الاثنين والثلاث والأربع ... وهذا معناه أن الوحدة تقابلها الكثرة فتكون وحدته قليلة في مقابل الكثرة العددية.
وثانياً: اتضح لنا أن الوحدة إذا كانت عددية سوف تكون مغلوبة ومقهورة للكثرة، يعني إذا جاء الثاني سلب الوحدة عن الأول.
أنا أقول هذا كتاب واحد، أما إذا جاء الكتاب الثاني إلى جنبه فهو واحد أو اثنان، هذا معناه أنه انتفت وحدته، يعني أن الثاني عندما جاء غلب الوحدة وأبدلها إلى الثاني، إذن الوحدة العددية تكون وحدة غالبة أم وحدة مغلوبة، وحدة قاهرة أو وحدة مقهورة، من الواضح أن الوحدة العددية سوف تكون وحدة مقهورة ومغلوبة. هذا الأمر الثاني.
ثالثاً: أنه في الوحدة العددية إذا كان الشيء أولاً لا يستطيع أن يكون آخراً وإذا كان آخراً لا يمكنه أن يكون أولاً.
انظروا إلى خط مستقيم هذا أوله وهذا آخره، هذا الأول لا يمكن أن يكون هذا الآخر، وهذا الآخر لا يمكن أن يكون الأول.
رابعاً:إذا كانت وحدة الحق تعالى وحدة عددية فإن لازم ذلك إذا كان ظاهراً لا يمكن أن يكون باطناً وإذا كان باطناً لا يمكن أن يكون ظاهراً. لماذا؟ لأنه محدود، فإذا كان حده الظهور لا يمكن أن يكون باطناً، وإذا كان حده البطون لا يمكن أن يكون ظاهراً.
ومثاله الواضح هو الإنسان فله بعدان، بعد ظاهر وهو الجسد، وبعد باطن هو النفس والروح، تجدون أن الجسد ظاهر وأن الروح باطن، فما هو ظاهر لا يكون باطناً، وما هو باطن لا يكون ظاهراً.
خامساً: وهي أهم خصوصية تلزم من ذلك أن وجوده يكون بنحو يمكن أن يضاف إليه الثاني، يعني فرض الثاني ممكن أو ممتنع عقلاً؟ انظروا إلى الكتاب، هذا واحد، هذا الواحد يمكن أن يأتي إلى جنبه واحد ثاني، لأن هذا محدود وبمجرد الانتهاء يمكن أن يأتي جنبه ثاني، لا يمنع الثاني، إن الوحدة العددية ليست مانعة من الثاني، يمكن أن يوجد الثاني ويمكن أن لا يوجد، ولكن لا يمكن للأول أن يمنع الثاني.


القرآن والنصوص الواردة عن أئمة أهل البيت هل توافق على اهذه لوحدة ام لا

انظروا إلى إمام التوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الإمام علي بن أبي طالب يقول: (كل مسمى بالوحدة غيره قليل) هذا ورد في كتاب (نهج البلاغة، ص102، الخطبة 65) شرح محمد عبدة. (ومن خطبة له عليه السلام وفيها مباحث لطيفة من العلم الإلهي، يقول: كل مسمى بالوحدة غيره قليل) يعني إلا هو سبحانه وتعالى يسمى واحد وهو ليس بقليل. امير المؤمنين يعني يريد أن تيول أن الله ليس بواحد وإنما هو كثير؟ الجواب: كلا، لم يقل أمير المؤمنين أن الله كثير، قال لا يدخل في باب الأعداد حتى يتصف بوحدة أو كثرة، هو فوق أن يكون واحداً أو كثيراً، لماذا؟ لأنه كلما توهمتموه فهو بخلافه، لأن هذه من صفات المخلوقات الوحدة والكثرة ونحو ذلك، القلة والزيادة، هذه من صفات المخلوقات والله فوقها، يعني فوق المخلوقات، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) إذن عندما نقول الله واحد ليست هذه الوحدة وليست وحدته وحدة تتصف بالقلة ولا يتبادر إلى الذهن أن يقول قائل إذن تتصف بالكثرة، لا، لا واحد بالوحدة العددية ولا هو كثير بالكثرة العددية. لماذا؟ باعتبار أن الوحدة والكثرة العددية من صفات المخلوقات والحق سبحانه وتعالى ليس منها ولا يتصف بها. هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: أن الوحدة العددية وحدة مغلوبة ومقهورة، لنرى ماذا يقول القرآن الكريم بالنسبة إلى وحدة الحق سبحانه وتعالى، انظروا إلى سورة الرعد، الآية 16 قال تعالى: (قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار).
المورد الأول: اذا كانت وحدته وحدة عددية فتكون وحدته قهارة أو وحدته مقهورة، في قبال الموجودات الأخرى يكون واحد فإذا انضمت إليه باعتبار أن مخلوقاته معه، فإذا انضمت إليه باعتبار مخلوقاته معه خصوصاً على مباني، يكون في علمكم أن الشيخ ابن تيمية لا يعتقد بهذا النص الذي يقول كان الله ولم يكن معه أحد. يقول من الأزل كان معه أحد، يعني دائماً وحدته مغلوبة ومقهورة، هذه الآية الأولى لأنه يعتقد بتسلسل الحوادث إلى لا نهاية. هذا

المورد الثاني: ما ورد في سورة يوسف الآية 39 قال تعالى: (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار). انظروا إلى القرآن يؤكد هذه الحقيقة دائماً، لا أقول في بعض الموارد باعتبار السياق لا يسمح ولكن كلما سمح به السياق نجد أنه يصف الوحدة بأنه بالقهارية.
وكذلك ما ورد في سورة الزمر الآية 4 قال تعالى: (لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار).
إذن النقطة الثانية بشكل واضح وصريح نجد أن القرآن لا يوافق على أن وحدة الله وحدة مغلوبة ووحدة مقهورة، بعبارة أخرى لا يمكن أن تكون وحدته وحدة عددية لأنه إذا كانت عددية للزم أن تكون مغلوبة ومقهورة. النقطة الثالثة والرابعة قلنا بناء على الوحدة العددية إذا كان أولاً لا يكون آخراً، وفي النقطة الرابعة إذا كان ظاهراً لا يكون باطناً، انظروا إلى القرآن في سورة الحديد قال تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) يعني إذا كان محدوداً كيف يمكن أن يكون أولاً وآخراً. متى يكون أولاً وآخراً إذا كان محدوداً. الحد هو الذي يمنع أن يكون الأول هو الآخر والآخر هو الأول، الحد يمنع ذلك، الحد يمنع أن يكون الظاهر هو الباطن والباطن هو الظاهر، ولذا في الكلمات الواردة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بحسب النصوص الواردة عندنا كما في هذا النص المبارك عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ولقائل يقول أن هذا النص لم يرد في كتب القوم. نقول: نحن لا نريد أن نحاججهم بهذا النص، ولكن نعتقد أن هذه النصوص أولاً ما ورد عن الرسول الأعظم،انظروا إلى هذا النص العجيب والعميق والدقيق الذي يحتاج إلى بيان.
هذا النص في (تفسير الميزان، ج6، ذيل الآية68 سورة المائدة، ص103) انظروا إلى الرواية، الرواية عن علي عليه السلام قال قال رسول الله التوحيد ظاهره في باطنه، وباطنه في ظاهره، يعني يمكن أن ينفك الظهور عن البطون والبطون عن الظهور، وهذا يكشف عن أنه محدود أو غير محدود، لو كان محدوداً لانفصل الظهور عن البطون. (ظاهره موصوف لا يرى) خلافاً لكل هذه الدعوات البائسة التي تدعي أن الله سبحانه وتعالى يرى يوم القيامة وهذا سيأتي أن شاء الله، وهذا من آثار الجسمية وسيأتي بحثه، (ظاهره موصوف لا يرى وباطنه موجود لا يخفى، يطلب بكل مكان) لا كما يقولون أن له مكان جالس على العرش ويخلو منه كل مكان، كل شيء يخلو منه، الرسول صلى الله عليه وآله هكذا يقول: (يطلب بكل مكان ولم يخلو عنه مكان طرفة عين حاضر غير محدود وغائب غير مفقود) أنت لا تراه لأنه تحتاج إلى بصيرة، هذه الرؤية هي الرؤية القلبية التي تحتاج إلى بصيرة، وإلا كما قال الإمام الحسين عليه السلام (متى غبت حتى تحتاج إلى دليل، عميت عين لا تراك عليها رقيباً) ولكن هذه الرؤية هي الرؤية القلبية، هذه ليست الرؤية البصرية المادية وبحثه موكول ولذا السيد الطباطبائي قدس الله نفسه في ذيل هذه الرواية يقول: (كلامه مسوق لبيان وحدته تعالى غير العددية المبنية على كونه تعالى غير محدود) يعني إذا صار محدود يكون معدود إذا لم يكن محدود فلا يكون معدوداً.
(فإن عدم المحدودية هو الموجب لعدم انعزال ظاهر توحيده عن باطنه وباطن توحيده عن ظاهره فإن الظاهر والباطن إنما يتفاوتان وينعزل كل منهما عن الآخر بالحد فإذا ارتفع الحد) فلا يمكن أن نقول الظاهر غير الباطن والباطن غير الظاهر.
إذن هذا الكلام صريح في هذا المعنى.
ولذا نجد أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عندما يأتي في نهج البلاغة إلى هذا المعنى، هذه الخطبة عجيبة، قال في (الخطبة 65، ص102): (الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالاً فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً) هو أول في عين أنه آخر، وهو آخر في ... لا أولاً أولاً وآخراً ثانياً، لا، هذا هو توحيد علي بن أبي طالب، هذه هي المنظومة التوحيد لمدرسة أهل البيت، قال: (لم يسبق له حال حالاً فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً ...) إلى أن يقول في (ص169، الخطبة 101) يقول: (الحمد لله الأول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أن لا أول له) لأنه إذا كان له أول يكون محدوداً، له نقطة بداية، يعني قبلها كان معدوماً، التفتوا جيداً إلى هذه النقطة العميقة في توحيد أئمة أهل البيت، يقولون لا يمكن أن نفترض أنه محدود لأنه إذا كان محدوداً نص إلى الحد من حيث الابتداء نصل إلى الحد من حيث الابتداء نقول هنا موجود وقبله يكون معدوماً. فإذا كان وجوده مسبوقاً بالعدم يكون حادثاً. نعيد الجملة إذا فرضنا أن الحق تعالى لأوليته أول، هذا معناه مثل هذا الكتاب، هذا من هنا يبدأ أولاً فإذا بدأ وقبل هذا هو غير موجود، إذن يكون وجوده مسبوقاً بالعدم، والحدوث ما هو؟ الوجود بعد العدم. فإذن ما فرضناه واجباً وغنياً وقديماً سوف يكون ليس أزلياً ويكون حادثاً.
وهكذا في الآخر، انظروا ما يقول أمير التوحيد، يقول: (بأوليته وجب أن لا أول له وبآخريته وجب أن لا آخر له) لماذا؟ لأنه لو كان له هذا الاول وهذا الآخر فهو بعد الآخر غير موجود وتنتفي أبديته سبحانه وتعالى، فإذا قلنا له نقطة ابتداء في الوجود تنتهي ازليته وإذا قلنا أن له نقطة انتهاء وجود تنتهي أبديته. إذن لابد هذه القاعدة التفتوا لها، إذا لابد لمن يريد أن يتخلص من حدوثه سبحانه وتعالى وأن الله ليس بحادث لابد أن يلتزم بأنه غير محدود، وإلا لو التزم بأنه محدود لابد أن يلتزم بأنه حادث، ولذا أئمة أهل البيت عليهم السلام أكدوا لنا بما لا مجال للريب فيه أن الله سبحانه وتعالى ليس مسبوق بالعدم، يقول يعني محال أن يكون مسبوقاً بالعدم، قال: (ما وحده الله) في الخطبة (185) الإمام يبين هذه الحقيقة، يقول: (ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار إليه) بعد ذلك سيتضح أن الشيخ ابن تيمية وأتباعه من الوهابية وغيرهم يقبلون الإشارة الحسية له أو لا؟ بالضرورة يقولون يقبلوا الإشارة الحسية يقولون أن الله أشار إليه باصبعه عندما قال هو في السماء لتلك الجارية التي كانت أمية وأفضل من علماء الازهر، يقولون أشارت باصبعها إلى السماء. (ولا صمده من أشار إليه ... سبق الأوقات كونه والعدم وجوده) انظروا إلى هذه الجملة، أنا لا أريد أن أطيل، التفتوا إلى هذه الحقيقة، أنا وأنتم وكل شيء في عالم المخلوقات والحوادث له نقطة يكون مسبوقاً فيها بالعدم، لم يكن ثم كان، محال أن يكون الممكن وجوده أزلياً بالذات، هذا ممتنع، مستحيل، إذن لابد أن يكون مسبوقاً بعدم ثم وجد، ألا هو سبحانه وتعالى هل وجوده مسبوق بالعدم؟ قال: (والعدم سبق الأوقات كونه وسبق العدم وجوده) يعني وجوده سابق على عدمه إلا ... وهذا مختص به وكل ما هو سواه فإن عدمه سابق على وجوده.


الله سبحانه وتعالى وجوده سابق على العدم
الخصوصية الأساسية التي يقولها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في التوحيد، يقول: إن كل موجود سواه يكون العدم سابقاً على وجوده وهذا هو الحدوث، أما هو سبحانه وتعالى فإن وجوده سابق على العدم، ولا يمكن أن يكون وجوده سابقاً على العدم إلا إذا لم يكن محدوداً، وإلا إذا صار محدوداً يكون العدم سابقاً ... في مرتبة من المراتب إذا صار الشيء محدوداً بمجرد أن تخرج من الحد يكون العدم، بلغ ما بلغ، لو فرضنا أن طوله خمسة ملايين كيلوا طولاً، ومثله عرضاً، لا يفرق، في النتيجة له انتهاء ومحدودية، فإذا انتهى صار عدماً وإذا جاء العدم سبق العدم وجود. وإذا سبق العدم وجوده صار حادثاً وإذا صار حادثاً لا يمكن أن يكون محدثاً، فما فرض كما يقولون فما فرض أنه واجب فما فرض أنه قديم، فما فرض أنه أزلي وأبدي، فما فرض .... هذا كله سوف يبطل وينتهي.


تنبيه
تنبيه :
أعزائي الكرام أيها الذين تبحثون عن حقيقة التوحيد، هذه هي حقيقة التوحيد عند مدرسة أهل البيت، وهنا لابد أن أشير إلى نكتة أن هذه الحقيقة التوحيدية التي نؤمن بها واقعاً ليس لها أثر في كلمات أحد من علماء المسلمين، لا يتبادر إلى الذهن ... نعم، كثير من علماء المسلمين قالوا أن الله غير محدود ولكن لم يفصلوا ولم يؤسسوا لهذه النظرية، الذي أسس لهذا العلم هو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

السيد الطباطبائي في (الميزان) يقول: (وأما أهل الكلام الباحثين فاحتجاجاتهم على التوحيد لا تعطي أزيد من الوحدة العددية، ولم نجد ما يكشف عنها غطائها) يعني الوحدة الحقة، الوحدة الحقيقية، الوحدة العددية، (ولم نجد عن غطائها) عن غطاء هذه الوحدة غير العددية (إلا ما ورد في كلام الإمام علي بن أبي طالب فإن كلامه هو الفاتح لبابها) يعني رسول الله، أقول: نعم باعتباره تلميذ رسول الله، باب مدينة علم رسول الله، علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه ألف باب، وأول الدين هو معرفته، لا نعتقد بأنه علي يوجد عنده شيء لا يوجد عند رسول الله، بل هو التلميذ الوفي والمخلص لتعاليم ومعارف رسول الله ولمعارف القرآن لأنه هو المؤتمن على القرآن، هو عدل القرآن الذي لا يفارق القرآن ولا يفارقه، ولذا قال في نهج البلاغة (ما فارقته مذ صحبته).
عندما وجد بأن البعض ممن جاء بعد رسول الله لم يعطوه الموقع الذي ينبغي له ولم يعطَ الموضع الذي وضعه الله فيه قال: استقالونا يعني أقالونا من موقعنا، استقالونا واستراحوا إلى كتاب الله، قالوا لا نحتاج لك، حسبنا كتاب الله. أقالونا من موقعنا الذي نصبنا الله فيه بمقتضى حديث الثقلين. أستقالونا واستراحوا إلى كتاب الله، ثم يقول عليه أفضل الصلاة والسلام عاتباً وإن القرآن لمعي لم أفارقه مذ صحبته. لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

هذا البحث يوجد بنحو أكثر تفصيلاً في كتاب (التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته، الجزء الأول، ص73-83).للسماحة السيد كمال الحيدري


سؤال الاول: هل مصطلح العدم ومعنى العدم لم يكن له وجود إلا حيث وجد الخلق ؟
الجواب لا يمكن العدم سابقاً على وجوده وإلا لكان حادثاً ولذا الإمام البيهقي صرح بهذه الحقيقة قال بأنه لو ثبت أنه محدود لكان محدثاً وهذه قضية واضحة عند علماء المسلمين، وأنا أستغرب ممن يدعوه له أنه شيخ الإسلام، أي إسلام هذا الذي يتحدثون، وهو فاشل، بائس في أهم مسألة من مسائل التوحيد وهي أن الله سبحانه وتعالى مسبوق بالعدم أو غير مسبوق بالعدم، إذا صار محدوداً كيف لم يلتفت هذا الذي تدعون أنه أعلم الأولين والآخرين، كيف لم يلتفت أن المحدودية تلازم المعدودية وأن المعدودية تلازم الحدوث، ولذا قال علي أمير المؤمنين: (ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله). يا أمير المؤمنين ما الملازمة بين إثبات العد وبطلان الأزل؟ يقول: باعتبار أنه أساساً إذا صار معدوداً صار حادثاً، في الخطبة (151) قال: (ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله). يعني يكون أزلياً أو يكون حادثاً، لماذا، ما الملازمة إذا صار معدوداً يكون حادثاً، تبطل أزليته، يقول لأنه يكون مسبوقاً بالعدم وإذا صار مسبوقاً بالعدم يكون ...

يعني إلى هنا بحمد الله تعالى، مجموع مباحث التوحيد التي بدأناها بحمد الله تعالى الفصل الأول انتهينا منه وهو أن الله ليس بمحدود، اتضح أن ابن تيمية واتباعه من السلفية يعتقدون أن الله محدود وتبين أن الحق ليس محدوداً، لأنه لو كان محدوداً لصار معدوداً، ولو صار معدوداً لكان حادثاً ولم يكن أزلياً. هذا اتضح بشكل واضح وصريح في الفصل الأول.
ملاحظة في الفصل الثاني، بحثنا سينصب على هذه النقطة، هؤلاء الذين اعتقدوا بأن له حد هل اعتقدوا بانه له جسم أيضاً أو ليس له جسم.


ليس بالضرورة إذا كان محدوداً يكون له جسم، لأن الشيء قد يكون محدود ولكنه ليس من الأجسام، أنتم أنظروا إلى صورة لانسان التي ترونها في شاشة التلفزين الانسان محدود، أبعاده واضحة طول وعمق وعرض، ولكن له جسم يشغل فضاءاً، لو كان يشغل فضاءاً لما كان يمكن ان يظهر في شاشة عمقها 3 سنتمتر.
البحث دقيق وعميق، ليس بالضرورة كل من آمن بالمحدودية لابد أن يلتزم بالجسمية، وإنما قد يلتزم بالجسمية وقد لا يلتزم بها.


السؤال الثاني الذي يمكن أن يطرح في المقام، بعد أن ثبتت المحدودية عند هؤلاء هل أن هؤلاء يعتقدون أن الله له جسم، هو جسم أو ليس بجسم.
لا يتبارد إلى الذهن أنه جسم كالأجسام، أو جسم لا كالأجسام، هذا بحث ثاني، هؤلاء الذين قالوا بالجسمية انقسموا إلى قسمين، قسم قالوا جسم كهذه الأجسام، وهؤلاء هم المشبهة، يعني بالإضافة إلى أنهم مجسمة هم مشبهة، لأنهم تشبهوا بخلقه، إذن لا يتبادر إلى الذهن إذا نحن نفينا التشبيه نفينا الجسمية، لا، ليس الأمر كذلك، قد يكون مجسماً ومشبهاً وقد يكون مجسماً ولا يكون مشبهاً. وهؤلاء هم الذين قالوا جسم لا كالأجسام، ولكن أثبتوا له الجسمية.
إذن نحن نريد أن نبحث عن أصل الجسمية بغض النظر أنه كالأجسام أو لا كالأجسام، لأنه بعد ذلك نريد أن نطرح هذا التساؤل واقعاً أن الشيخ ابن تيمية من أولئك الذين يعتقدون بأن الله سبحانه وتعالى جسم كالأجسام فبالإضافة إلى كونه مجسم سوف يكون مشبه، وهذا ما اتهمه به البعض، قالوا أن الشيخ ابن تيمية كما أنه مجسم كذلك هو مشبه, لا يتبادر إلى الذهن ... سيأتي البحث تفصيلاً في هذه القضية ولكن من باب المثال ... في كتاب (مخالفاته لأهل السنة، التوحيد، رسول، آل البيت) أبو هشام الشريف، مكتبة الرحمة، سلسلة التوحيد، انظروا ماذا يقول في (ص23) يقول: (عقيدة ابن تيمية هي عقيدة التجسيم والتشبيه) لا أنه متهم بالتجسيم فقط، بل متهم بالتجسيم والتشبيه، ومن أهم مغالطات ابن تيمية المعاصرين الذين كتبوا رسائل في الدفاع عنه كلهم يحاولون أن يدفعوا شبهة التشبيه لا شبهة التجسيم، ويوهمون القارئ أنهم دفعوا عنه شبهة التجسيم، مع أن كل ما دفعوه عنه هو التشبيه، وهذه مغالطة لا يلتفت إليها الكثير ممن كتب في هذه الأبحاث. هؤلاء يحاولون بكل ما أوتوا من قوة كما سنقرأ لكم في هذا الكتاب بشكل تفصيلي (دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية، عرض ونقد) الدكتور عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن، دار ابن الجوزي، رسائل جامعية، رقم الرسالة 26، تجده مفصلاً هناك يطرح هذه الشبه، شبه التجسيم والتشبيه ولكن يدفع فقد شبه التشبيه ويبقى ماذا... والبعض يتصور أن هؤلاء دافعوا، لا، هناك إشكاليتان، إشكالية التجسيم أولاً وإشكالية التشبيه ثانياً. وهنا نحن نريد أن نطرح هل أن الشيخ ابن تيمية أصلاً نظرية المجسمة هل هم مجسمة فقط أو مجسمة ومشبهة. في هذا الفصل الثاني توجد عندنا أبحاث متعددة:
البحث الأول: أين تكمن أهمية هذا البحث. بحث الجسم، وما هو السبب في أننا في عنوان البحث كما يرى المشاهد الكريم ربطنا هذا البحث بابن تيمية وأتباعه، قد يقول قائل أن نظرية التجسيم والتشبيه غير مختصة بابن تيمية فلماذا تقولون التجسيم عند ابن تيمية.
البحث الثاني: ما هو المراد من الجسم الذي وقع النزاع فيه، يعني عندما نقول الله له جسم أو الله ليس له جسم ما هو محل النزاع ومحل الكلام، ما هو محل الخلاف بين علماء المسلمين، ويكون في علم المشاهد الكريم أتفقت كلمة علماء المسلمين إلا مجموعة صغيرة جداً من الأشاعرة وماتردية ومعتزلة وزيدية وأباظية وإمامية كلهم قالوا أن الله ليس بجسم. لا أن الله ليس بجسم كالأجسام، لا، نفقوا أصل الجسمية فضلاً عن التشبيه، نحن لابد أن نعرف واقعاً ما هو الجسم الذي هو محل الخلاف بين هذا الاتجاه الذي يصر على أن الله جسم وبين المنكرين والنافين للجسمية. هذا البحث الثاني.
البحث الثالث: واقعاً هل أن الشيخ ابن تيمية من المجسمة والمشبهة أو لعل الرجل بريء في هذا المجال، هذه اتهامات أراداوا أن يبعدوا الناس عنه فهو بريء منها، وليس هذا بعزيز على تاريخ الإسلام، أريد أن أقف واقعاً، هنا لن أقف فقط عند كلمات من أتهم الشيخ ابن تيمية بالتجسيم والتشبيه، سوف أستقرأ كلماته بالقدر الذي يسمح به الوقت لأرى الشيخ ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من مقلديه يعني الوهابية وغير الوهابية من أتباعه الذين يحاولون أن يجعلوا منه مشروعاً نهضوياً للخدمة هذه الأمة سيتضح أن هذا المشروع النهضوي قائم على جرف هارٍ، وسيتضح بعد ذلك.
الآن فقط أطرح هذا التساؤل في البحث الثالث، هل أن ابن تيمية قائل بالتجسيم والتشبيه أو أنه بريء من هذه التهم.
البحث الرابع: ماذا يقول علماء المسلمين لمن آمن بالتجسيم والتشبيه أو لمن آمن بالتجسيم بلا تشبيه. ما هو الحكم الذي أصدروه سواء كانوا علماء مالكية أو حنفية أو حنبلية أو الإمامية أو الزيدية أو الاباظية أو علماء الصوفية ماذا يقولون في المجسمة أعم من أن يكون مشبهاً أو أن لا يكون كذلك.
هذه هي أصول البحث الذي سوف نقف عنده في الفصل الثاني من أبحاث التوحيد المقارن.
وفي الفصل الثالث والرابع والخامس إنشاء الله سيأتي لاحقاً.

في الواقع بأن كلمة التجسيم هذه المفردة العقدية لها أهمية خاصة، أن هذه المفردة العقدية تشكل أهم وأخطر وأكثر الموضوعات التوحيدية تأثيراً على كل المعارف الدينية، يعني تعد هي المفتاح لجميع المعارف الدينية،إن صلحت صلح ما سواها، وإن فسدت فسد ما سواها، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، من قبيل ما قيل في الصلاة، الصلاة عماد الدين وعمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، واقعاً لكل المنظومة المعرفية في القرآن أصولاً وفروعاً إيمانيات وعمليات أصلها يقوم على ماذا؟ يقوم على معرفة أن الله جسم أو ليس بجسم. طبعاً بعد المحدودية التي عرضنا لها وانتهينا منها. إذن هنا تكمن أهمية بحث الجسمية ولذا تجدون أن علماء المسلمين من اليوم الأول وقفوا عند هذه المسألة وطرحوها بكل تفاصيلها. صحيح أن الشيخ ابن تيمية يقول أنه لم يرد لا نفي ولا إثبات بالنسبة للجسم في النصوص والصحابة وغير ذلك، إذا كان الأمر كذلك لماذا وقفت عندها مئات الصفحات وكتبت فيها الكثير، لماذا؟ كنت تركتها وتجاوزتها، هذا يكشف عن أنك تعرف أهمية هذه المسألة.
أما لماذا نربط هذا البحث بابن تيمية؟ هذا البحث نظرية التجسيم ليست مختصة بابن تيمية؟
في الواقع إنما نربط هذه القضية بابن تيمية لعاملين أساسيين:
العامل الأول: إن الشيخ ابن تيمية واقعاً نظم كل منظومته المعرفية والدينية على اساس هذه المسألة، على اساسها قال فلان موحد وفلان مشرك، على اساسها قال فلان كافر وفلان غير كافر، على اساسها قال فلان صاحب بدعة أو ليس صاحب بدعة، على اساس ذلك قال فلان صاحب ضلالة أو لا، فضلاً عن باقي منظومته. واقعاً هو يدور مدار هذا، ولذا يقول من نفى ويصرح في مواضع متعددة من نفى الجسمية عن الحق سبحانه وتعالى فهو ضال، بل فهو مبتدع، لماذا؟ إذا لم تكن واردة في الكتاب والسنة يا شيخ ابن تيمية لماذا تبدع وتضلل الناس وتشرك وتجعلهم مشركين.
ان أهل العلم ممن يعرفون مباني الشيخ ابن تيمية أو أتباعه الوهابية وغيرهم الآن يقولون أن الشيخ لم يقل فقط من أنه من نفى فهو مبتدع، قال فهو مبتدع، نقول لهم يا ليت أن الشيخ ابن تيمية التزم بذلك إلى الآخر، يعني لم يثبت ولم ينفي، ولكنه مع الأسف الشديد لم يفعل ذلك، قال أول الأمر من أثبت أو نفى فهو مبتدع ضال، ولكن في آخر المطاف صب كل جهده العلمي لإثبات الجسمية، لم يلتزم هذا الحياد، ولم يقف على التل، وإنما بأساليب متعددة، مرة بإثبات الملزوم وعدم ذكر اللازم، مرة بقوله جسم لا كالأجسام، بعناوين متعددة، لأنه واقعاً هو خبير في مثل هذه الحيل العلمية، كيف يتلاعب بها، إذن النقطة الأولى التي أدت بنا إلى أن نبحث هذه القضية عند ابن تيمية هو أن ابن تيمية حاول أن يبني منظومته الدينية المعرفية على أساس الجسمية،

العامل الثاني وهي إن لم تكن أهم من الأولى فليست أقل أهمية من الاولى، وهي أن هذه الفكرة وأن هذا الفكر حاولت جهات معاصرة الآن وأنتم تعلمون جيداً، أن محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد عبد الوهاب الوهابية هذه الآن مشروعها الأساسي الديني والفكري والعقدي والسياسي بل والجهادي وعلى اساسه يقتلون الناس في الشوارع، ولستم أنتم ببعيدين مما حدث قبل ليالي في بغداد. انظروا إلى المناطق، الآن لا أريد أن أتكلم بلغة مذهبية، هذا تعبير لغة طائفية، الإنسان إذا ذكر الحقائق لا يكون طائفياً، نعم لماذا أن هذه السيارات المفخخة لابد أن تكون في المناطق المكتظة بأتباع أهل البيت، لماذا؟ أنا لا أريد أن أقول أنه لا يوجد ظلم للآخرين، وإلا الآن المسيحيين ذبحوا وقتلوا. لأن هؤلاء لا يعتقدون إلا بإيمان أنفسهم، هذه خطورة هذا المشروع، خطورة هذا المشروع ليس أنه مشروع في بطون الكتب، وإنما مشروع يحاول أن يسرق الإسلام من المسلمين جميعاً باسم مشروع ابن تيمية، وباسم مشروع محمد عبد الوهاب. ويدعون أنهم هم أهل السنة والجماعة وليسوا كذلك، وسأشير إلى هذه الحقائق بشكل واضح وصريح، أنهم لا يمثلون واقعاً هم، بل نجد أن جميع المسلمين في العالم وقفوا أمام هذا التوجه والآن أيضاً يقفون ولكن الإمكانات التي يملكها هذا المشروع إمكانات فوق التصور واقعاً، الإمكانات المادية، وإلا لو كانت عنده إمكانات فكرية وعقائدية وثقافية وتوجيهية وتربوية إرشادية لما كانوا يحتاجون أن يقفوا الآن في مكة أو المدينة أو في البقيع أو في مسجد النبي ويقولون كافر مشرك، أهذا هو المنطق العلمي والمنهج العلمي أهذا هو. كان بإمكانهم أن يقولوا هذا رأينا من أراد القبول فليقبل ومن لا يقبل فهو حر، لا أنهم يحكمون على الآخرين، وهذا هو منطقهم وهو ما أشرنا إليه مراراً وتكراراً أن وظيفة المشروع أن هناك أجندة مرتبطة بهذا المشروع تحاول أن تسوقه على أنه هو المشروع الإسلامي الصحيح.

سؤال هل فهم علماء المسلمين. هذا المعنى من الشيخ.
أن كبار علماء المسلمين من اليوم الأول لبداية هذا المشروع على يد الشيخ ابن تيمية فهموا أن هذا الرجل مجسم، فهموا منه ذلك
المورد الأول هو ما ورد في (تأريخ أبي الفداء المسمى المختصر في أخبار البشر، ج2، ص392) المتوفى سنة 732هـ، علق عليه محمود ديوب، محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، قال: (في هذه السنة ... وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر وعقد له مجلس وأمسك وأودع الاعتقال) بسبب جهاده ومعارضته؟ لا، لا (بسبب عقيدته). والذين اعتقلوه وحبسوه لم يكونوا والله من علماء الشيعة بل كانوا من علماء المسلمين، يعني من أهل السنة والجماعة، أما كانوا أشاعرة وإما معتزلة وإما كانوا زيدية، المهم كانوا من أهل السنة والجماعة بحسب التصنيف. (بسبب عقيدته فإنه كان يقول بالتجسيم) لم يكن متهماً بالتجسيم، كان يقول بالتجسيم. تصريح من عالم. أنا لا أريد أن أقول وهو صادق فيما يقول، لا أبداً، أريد أن أقول بأن جملة من كبار علماء المسلمين اتهموه بالتجسيم (على ما هو منسوب إلى ابن حنبل). باعتبار أن أحمد بن حنبل نسب إليه القول بالتجسيم، ولكن القضية ... ولكنه يقول هنا (يقول بالتجسيم). هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني الذي ورد في هذا المجال، ما ورد في علم آخر من الأعلام المعروفين والمعتمدين في هذا المجال وهو في (الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، ص57) للإمام العلامة أحمد الهيتمي، المتوفى 973هـ، دار الحاوي، عني به قصي محمد نورس الحلاق، الطبعة الأولى سنة 1427هـ، بيروت، ودمشق سوريا. في المقدمة الإمام الهيتمي يتكلم كلاماً جداً عنيف أزاء ابن تيمية، انظروا ماذا يقول؟ يقول: (من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه) هذا الكلام جداً عنيف، إذا اختلفت معه في الرأي فليس بهذه اللغة، والمتكلم ليس عالم من علماء مدرسة أهل البيت من الشيعة وإنما عالم من علماء مدرسة أهل السنة والجماعة. يقول: (من هو ابن تيمية حتى يُنظر إليه أو يعول فيه شيء من أمور الدين عليه وهل هو إلا) التفتوا جيداً من هو، كما يعرفه، طبعاً هو يقول أن هذا ليس تعريفي وإنما تعريف جملة من علماء المسلمين (وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة) التفتوا جيداً، ليسوا أناس عاديين، بل من أئمة أهل السنة والجماعة (كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته وهل هو إلا عبد) من قال؟ هؤلاء الأئمة (إلا عبد أضله الله وأغواه وألبسه رداء الخزي وأرداه وبوئه من قوة الإفتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له ...). ولعله نادر أن نجد أن عالم من علماء أهل السنة والجماعة عندما يريد أن يعرف عالماً آخر كما يدعون أنه من أهل السنة بل هو من أقطاب أهل السنة، الوهابية هكذا يقولون، يقولون نحن نمثل أهل السنة والجماعة، أنه يتكلم عنه بهذه اللغة.


قد يسأل السائل لماذا أن الإمام الهيتمي شديد هكذا أزاء ابن تيمية؟
في الواقع شديد بازاءه لأسباب ثلاثة:
السبب الأول: يقول موقفه من أهل البيت عليهم أفضل الصلاة السلام وهذا لعلنا تعرضنا له فيما سبق والآن لا أريد الدخول إليه، لا أريد أن أقول الهيتمي قال هذا هنا، يعني جملة من علماء المسلمين قالوا أن السبب الأول هو موقفه من علي وفاطمة والحسن والحسين، والكتب التي تكلمت عن ذلك كثيرة جداً منها هذا الكتاب (أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته) للسيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح. وكذلك هذا الكتاب وهو (المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية) الذي هو من كبار علماء افريقيا، يعني يظهر أنه لا فرق بين مصر وأفريقيا والصومال لأنه يعد من بعض مناطق الصومال القديمة، أيضاً يعتقدون بذلك. وكذلك

(مخالفاته لأهل السنة، التوحيد، رسول الله، آل البيت) يعني القضية يظهر أنه كان عنده مشكلة عند أهل البيت وأشرنا إلى بعضها



تقييم بن تيمية لسيد الأنبياء والمرسلين

المورد الاول: .في (ج27 من مجموعة الفتاوى، ص183) يقول في هذا المجال: (بل أنكروا إذا كان مقصوده بالسفر مجرد القبر) يعني قبر رسول الله (من غير أن يقصد الصلاة في المسجد وجعلوا هذا من السفر المنهي عنه) يعني الآن المسلم عندما يخرج من بلاده قاصداً قبر رسول الله، أفضل بقاع الأرض قاصداً هذا الموقع لزيارته وللسلام عليه فهو سفر معصية (وتنازعوا حينئذ فيمن سافر لمجرد قبور الأنبياء هل يقصر الصلاة على قولين ... ) ثم يقول أن القول الآخر لابد أن يتم الصلاة لأن السفر سفر معصية, وفي سفر المعصية لابد من إتمام ... والغريب أنه يؤمن أن السفر حتى لو كان لمعصية ومحرم لابد من قصر الصلاة فيه، ولكن بلغ به الأمر يقول لما كانت هذه المعصية وهي معصية قصد قبر رسول الله حتى الصلاة لابد أن يتم فيها.

المورد الثاني وهو مورد واقعاً الإنسان لا يصدق أنه هل يوجد في هذا الزمان من يقول هذا الكلام، علمنا من يشد الرحال في السفر، لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث .. الآن أهل مدينة رسول الله لا يشدون الرحال، يريدون أيضاً لا يزورون القبر حتى يكون حراماً، وإنما يريدون أن يسلموا على رسول الله فهل مطلوب أو ليس بمطلوب، أنا لا أريد أن استبق البحث يقول: (أنه لو كان قبر نبينا يزار كما تزار القبور لكان أهل مدينته أحق الناس بذلك كما أن أهل كل مدينة أحق بزيارة من عندهم من الصالحين فلما اتفق السلف وأئمة الدين على أن أهل مدينته لا يزورون قبره) أنا لا أعلم والله من أين علم أن أهل المدينة لا يزورون قبر رسول الله، بل التفتوا هذا أخطر (بل ولا يقفون عنده للسلام إذا دخلوا المسجد وخرجوا) يعني يدخلون مسجد رسول الله ويخرجون منه وكأن رسول الله غير موجود على أمتار منهم، لا يسلمون لأنه ليس شيئاً عندهم، ليس شيئاً في منطق ابن تيمية، ليس شيئاً في المنطق الأموي. حتى قبر من القبور إذا كان عمك أو عائلتك تقف عندها للسلام. يا أخي تنزلنا مع المنطق والإسلام الأموي تنزلنا على الزيارة يقول حتى السلام. (ولا يقفون عنده للسلام إذا دخلوا المسجد وخرجوا وإن لم يسمى هذا زيارة) حتى لو لم يكن زيارة، سلام، والسلام غير الزيارة (بل يكره لهم ذلك).
المهم وكل إناء بالذي فيه ينضح، واقعاً لا أريد أن أعلق على هذا النهج، وأنتم تجدون هذا المعنى موجود الآن المسلمين عندما يأتون لزيارة قبر رسول الله كيف يتعامل معهم أتباع هذا النهج الأموي. قال: (بل يكره لهم ذلك كما ذكر ذلك مالك وبيّن أن ذلك من البدع) أيها المسلمون لا تسلموا على رسول الله، خصوصاً أولئك الذين أهل المدينة التي لم يكن صدر هذه الأمة يفعلونه. هذا المورد الثاني حتى تعرفون كيف يتعاملون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

المورد الثالث وهو في (مجموع الفتاوى، ج27، ص221) يقول أيها المسلمون في العالم لا حاجة أنتم إذا تذكرتم رسول الله وأنتم في بلدانكم تقولون السلام عليكم يا رسول الله، والروايات قالت من سلم علي فإن هناك ملائكة سياحين يأخذون السلام ... يقول لا ضرورة أن تسلموا عليه. يقول: (وأما إتيان القبر للسلام عليه) يقول يا أخي لا نأتي القبر للزيارة بل نأتي للسلام عليه (فقد استغنوا عنه بالسلام عليه في الصلاة) هذا يكفي، ما بكم، هل أنتم مرضى بحب رسول الله، صيروا كابن تيمية لا علاقة له برسول الله! ألا يكفي أننا خمس مرات نذكره. ماذا تعلق أيها القارئ الكريم على مثل هذا المنطق، واقعاً أترك التعبير والتعليق لكم والله أقسم أن 99% من المسلمين لا يقبلون هذا، حتى أتباع الوهابية، هؤلاء أخواننا وأبنائنا اطمئنوا لا يعلمون بهذه الأمور وإلا لو علموا أن الشيخ ابن تيمية يقول أنكم في الصلاة تسلمون عليه فلماذا تسلموا عليه في غير ذلك.
هذا الذي قلته قبل قليل أن هذا الرجل لم يكن عنده مشكلة مع أهل البيت فقط بل يظهر أن عنده مشكلة مع رسول الله، وأنا أعدكم وهنا أنا أحصيت لكم لا أقل في عشرات موارد أنه يتعامل مع رسول الله بهذا المنطق البائس ومن هنا يتضح لكم لماذا أن الإمام الهيتمي يتكلم معه بهذه اللغة العنيفة والشديدة يقول (ومن هو ابن تيمية حتى يُنظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه ... وأما تخيل بعض المحرومين أن منع الزيارة أو السفر إليها) إشارة إلى ابن تيمية (من باب المحافظة على التوحيد وأن فعلها مما يؤدي إلى الشرك فهو تخيل باطل دال على غباوة متخيله وخباله) مجنون هذا الإنسان، لا أنه ليس بعالم بل ليس بعاقل. ا


لخاتمة

إذن تبين أن عنده مشكلة مع أهل البيت، بل عنده مشكلة مع رسول الله وتفصيله سيأتي، وأخيراً عنده مشكلة مع خالقه، هذا الرجل عنده مشكلة ... طبعاً ببيان الإمام الهيتمي. يقول: (حتى تجاوز) يعني بعد أن تعدى على حرمات رسول الله (حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس المنزه عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس فنسب إليه العظائم والكبائر) إلى رب العالمين (وخرق سجاف عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم) تشبيه لا يقوله، لأنه بعد ذلك لابد أن نتحقق أنه قائل بالتشبيه أو ليس بقائل (وتضليل) وهذا الذي قلته قبل قليل الذي منظومته الفكرية كلها يبنيها عليه (وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين) يقول أنهم من الضالين (حتى قام عليه علماء عصره) ليسوا الشيعة الآن كتبوا على ابن تيمية، لا، (حتى قام عليه علماء عصره وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات وخمدت تلك البدع) صاحب البدع، هم أصحاب البدع ولكن يتهمون غيرهم (وزالت تلك الظلمات، ثم انتصر له أتباع) المشكلة هنا، أن المشكلة متجددة وإلا لو كان في بطون الكتب فلا قيمة له ولكن الآن يسوق على أنه هو المشروع النهضوي للأمة وهو المشروع الفكري والعقدي للأمة وهو رأي علماء المسلمين ونحو ذلك.
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mourad 3alamdar
*^& ذئب يستحق لقب مراد علمدار &^*
*^& ذئب يستحق لقب مراد علمدار &^*
mourad 3alamdar


عدد المساهمات : 1808
نقاط التميز : 2262
تاريخ التسجيل : 24/03/2010
العمر : 36
الموقع : الجزائر-جيجل

(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)    (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  I_icon_minitime24/1/2011, 8:55 am

(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)  0jb0i210

بس اخي مع كل احترامي هده الصفحة لا تتاقلم مع هدا الموضوع



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الأول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قواني القسم
» القسم الرياضي
» الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم الثالث/ للسيد كمال الحيدري
» الفنان تركي يفوز بلقب نجم الشباب الأول لعام 2010
» صوور من الثاني الجزء الأول و الثاني لـ مراد + رهف + شاكر + ميماتي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وادي الذئاب :: وادي الذئاب :: حلقات وادي الذئاب-
انتقل الى: